درس كبرياء طفل
*دعوة الخديوي توفيق لتكريم الناجحين:-
واصل مصطفي كامل الدراسة حتي نال شهادة إتمام الدراسة الإبتدائية سنة1887،وأقامت المدرسة حفلاً فخماً لتوزيع الشهادات علي الناجحين،دعت إليه الخديوي توفيق،وكبار رجال حاشيته،والوزراء،ورهطاً من علية القوم.
* تُعد المدرسة الطلبة لمقابلة الخديوي:-
ثم حدث في هذاالإحتفال الكبير حدث عجيب،دل علي ماتنطوي عليه نفس هذا التلميذ. كان من نظام الحفل أن يتقدم الطلبةُ الناجحون للمثول بين يدى الخديوي واحداً فواحداً،وقد أعد الطلبة لهذا الغرض،فلقنوا العبارات المناسبة في هذا المقام،ومنها أنه في حالة ذكر اسم الطالب أو اسم
والده يجب ان يكون مسبوقاً بكلمة "عبدك".واصغي مصطفي كامل كما اصغى بقية زملائه لهذه التعليمات وإن اختلف عنهم في طريقة تنفيذها ونفذت المدرسة برنامج الحفل بدقة.
*اعتزاز مصطفي كامل بنفسه أمام الخديوي:-
وجاء دور الطلبة الناجحين للمثول بين يدي الخديوي،ونفذوا التعليمات بدقة إلا مصطفي كامل،فحين سأله الخديوي عن اسمه أجاب باعتداد وأنفة:مصطفي كامل،غير مسبوق بكلمة عبدك،وعن اسم والده أجاب أيضاً:المرحوم علي أفندي محمد،فعقب الخديوي علي سبق معرفة بإخلاص والده وكفاءته والضابط من خلف التلميذ الصغير يكاد ينفجر من الغيظ،يهمس إليه أن يذكر كلمة "عبدك" قبل كل إجابه فتجاهله مصطفي كامل،وظن الضابط أن الطالب نسي من رهبة المقام أن ينفذ ما أمر به وانفض الحفل وغادر الزائرون المكان.
*جرأة وشجاعة مصطفي كامل أمام الضابط ومدرسي المدرسة:-
واستدعي مصطفي كامل أمام الضابط ومدرسي المدرسة،ونوقش في أسباب عدم طاعته،وتنفيذ ماكلف به فأجاب بكل شجاعة وجرأة:كيف تطلب مني أن أذكر كلمة"عبدك" وما كنت أنا عبداً،ولا كان أبي كذلك ولوقلت غير الحق كنت كذاباً ومحتالاً، وحاشا لي أن أكون كذلك. فارتج الضابط ولم يسطع أن يغالب دهشته،كيف ينطق تلميذ صغير لم يتعد عمره الثالثة عشرة بهذه العبارات،ولا يستطيع أن يتفوه بها الكثيرون ممن هم أكثر منه سناً ومقاماً؟!